مدير مؤسسة القدس يكشف تفاصيل هدم الأقصى [09/03/2010][19:15 مكة المكرمة] |
محرر إخوان أون لاين يحاور د. حمدي المرسي (تصوير- محمد أبو زيد) |
د. حمدي المرسي لـ(إخوان أون
لاين):- وقف مخططات هدم الأقصى مرهون
بالانتفاضة الثالثة- الأثريون اليهود اعترفوا
بعدم وجود آثار يهودية بالمنطقة- الصهاينة يستبقون العرب
لتسجيل آثار القدس بـ"اليونسكو"- ضم الحرم الإبراهيمي بدأ
التجهيز له منذ 15 عامًا- "القدس الكبرى" خطة الكيان
لتقسيم الضفة وفصل الأقصى- الهيكل كذبة اليهود الذي
يحاولون إثباتها بالمستوطنات- مباراة المنتخب المصري في
الأراضي المحتلة تطبيع فج- السلطة الفلسطينية فرَّطت في
القدس وضيعت حلم استرداده حوار- إسلام توفيق:أكد الدكتور حمدي المرسي مدير مكتب مؤسسة القدس أن
السبيل الوحيد لوقف مخططات الكيان الصهيوني لتهويد مدينة القدس وهدم
المسجد الأقصى؛ هو قيام انتفاضة شعبية فلسطينية وعربية، لإجبار العالم على
احترام مقدساتنا، وردع الكيان الصهيوني الذي يعمل ألف حساب لمثل هذه
الانتفاضات. وانتقد المرسي في حواره مع (إخوان
أون لاين) تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية، وهرولتها تجاه تل
أبيب؛ من أجل إرضاء الولايات المتحدة. وحول حقيقة ما يحدث في القدس، وهل فعلاً بدأت
خطوات هدم المسجد الأقصى أم إننا نهول الأمور؟ وما وضع مدينة القدس في ظل
تنامي بناء المستوطنات الصهيونية؟ وهل من حق الصهاينة ضم الآثار الإسلامية
بل والمسيحية لها تحت أي مسمى؟ وما الدور الذي يجب أن تقوم به الأنظمة
والحكومات بل والشعوب العربية لإنقاذ المسجد الأقصى؟!! * بدايةً.. ما سر توقيت الهجمة
الصهيونية الراهنة على القدس الشريف؟** عمليات التهويد
قديمة، وتهدف لطمس هوية المقدسات والشوارع، وضمها للتاريخ اليهودي المزعوم،
وشملت الأسماء العربية للأحياء والجبال والهضاب، وقد أنجز الكيان من هذا
المخطط الكثير في غياب الوعي العربي والإسلامي، وما نشهده اليوم هي الخطوات
الأخطر، وسعي الصهاينة لتهويد الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى والحرم
الإبراهيمي؛ بزعم أحقية اليهود بالأرض المحتلة. * وكيف كان الكيان ينتقل من
مرحلة لأخرى في مخططه؟** في عام 1967م احتل
الكيان الشطر الشرقي من القدس، ويُسمى (البلدة القديمة)، وهي البلدة التي
تحوي المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومن ذلك الحين بدأت فعليًّا عمليات
التهويد التي لم تتوقف حتى اليوم، مع الحرص على اتباع طرق لا تستثير مشاعر
المسلمين، إلى أن يتمكن العدو من تثبيت أقدامه دون مشكلات. وفي 7 يونيو 1967م دخل إلى شرقي القدس الجنرال
الصهيوني "موشي ديان" في دبابة القيادة، وبجواره "باتر بورسون" القس
الإنجيلي الذي ترشح أمام الرئيس الأمريكي "ريجن"، والذي اختاره "ديان"
شخصيًّا لمعتقداته التوراتية بأن إقامة الهيكل هو تمهيد لعودة المسيح ونشر
السلام. وصرَّح هذا القس "بورسون" من داخل البلدة القديمة
بأنه ما دام اشتاق إلى النبوءة الثانية بعد إعلان الكيان عام 48، وها هي قد
تحققت بدخول البلدة القديمة، وتبقي النبوءة الثالثة حين ينقل الإعلام
المرئي والمسموع وقائع نزول المسيح إلى القدس بعد بناء الهيكل!. وكلف "ديان" أكبر عالمي آثار من اليهود وهم "مائير
مندوف" و"إسرائيل فنجراشتين" بالبحث عن الآثار اليهودية في مدينة القدس
وخاصة المسجد الأقصى. وبدأت الحفريات بطريقة ناعمة للوصول إلى أي أثر
يثبت وجود اليهود على هذه الأرض، ولكن بعد 23 عامًا كان من الشجاعة
النادرة؛ بحيث أعلنا أمام العالم كله أن الآثار التي استولوا عليها تعود
للعهد اليابوثي العربي، ولا أثر لليهود في المكان. ورغم ذلك الاعتراف الصريح، استمرَّ الكيان الغاصب
في عمليات الحفريات، والكيان كما يقول "بن جريون" نشأ بكذبة؛ ولولا هذه
الكذبة ما كان للكيان مكان على وجه الأرض؛ لذا وجب الاستمرار في الكذبة
التوراتية، والتوراة من وضع أحبار اليهود، وتم تحريفها تبعًا لما يريدون
ولم يتبق منها إلا النذر القليل الذي يتحدث عن الرب. * وأين العرب والمسلمون من تلك
المخططات؟!** حرص الكيان على
إبقاء العرب والمسلمين في غفلةٍ مع استمراره في الحفريات والتهويد، ولم يقف
الأمر عند تهويد الأسماء، بل حاولوا تسجيل الآثار على مرِّ التاريخ على
قائمة ما يسموه "التراث اليهودي"؛ على الرغم من كونها مقدسات إسلامية أو
مسيحية. وأتذكر في عام 1983م عندما أحبطت اللجنة العربية
في منظمة الثقافة والتراث "اليونسكو" محاولة تقدَّم بها الصهاينة لتسجيل
"جبل صهيون"– وهي كلمة عربية وليست عبرية- باسمهم، على الرغم من أن الجبل
يضم مقدسات إسلامية كمسجد النبي داوود الذي بناه صلاح الدين الأيوبي على
موقع كان داوود يتعبد فيه، وأخرى مسيحية ككنيسة مريم التي بُنيت على حسب
المصادر التاريخية في المكان الذي تناول فيه المسيح عليه السلام العشاء
الأخير مع تلامذته، قبل اقتياده إلى الصليب، على حسب الروايات المسيحية
التي فنَّدها الإسلام، وأثبت ارتقاء المسيح عليه السلام إلى السماء،
واقتياد شبيهه إلى الصليب. والآن يخرج علينا الكيان بقائمة طويلة لم يفصح
عنها، بزعم سريتها بـ150 معلمًا من معالم المسلمين والمسيحيين، كان أولها
الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، واللذين كُتب عليهما باللغة العبرية
"قبر راحيل". ولكن المتابع لعمليات التهويد الصهيونية يعرف أن
القائمة السرية هذه تضم مدنًا كالخليل ونابلس وبيسان وقيصرية وعسقلان؛
ليحاول الكيان إثبات ما قاله رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" بأن
الكيان لم يعد لديه القوة فحسب ولا الاقتصاد فحسب، وإنما يملك القدرة على
تبرير ارتباطها بفلسطين. الأقصى والإبراهيمي* وهل سبقت خطوات أخرى لتهويد
الحرم الإبراهيمي؟** في عام 1995م، ارتكب
"باروك جودلشتين" مذبحته في الحرم الإبراهيمي، وبعدها أصرت سلطات الاحتلال
على أن يكون هناك وقت مخصص لليهود لزيارة الحرم، على اعتبار أن به قبور
عدد من الأنبياء مثل يعقوب وإسحاق، فضلاً عن السيدة رفقة زوجة إسحاق.وسمحت السلطة الفلسطينية آنذاك تحت الضغط بأن يعطي
لليهود فرصة أسبوعية لزيارة الحرم الإبراهيمي، هذه الفرصة تحولت إلى 3
أيام في الأسبوع، ووصلت إلى أن أصبحت يوميًّا. ثم أصبحت هذه "الفرصة" بعد فترة إلى اقتسام الحرم
نفسه بين المسلمين واليهود، وتطور الأمر إلى أن أجريت 3 أبواب على الحرم؛
باب مفتوح طوال الوقت لليهود وآخر لا يفتح إلا نادرًا للمسيحيين، وباب مغلق
تمامًا أمام المسلمين، بل إنه يفتح لليهود إذا كثر عددهم لتسهيل دخولهم!!. * هل هذه الخطوات تتكرر مع
المسجد الأقصى؟!** بالفعل.. فهو الأمر
الذي يرمي إليه الاحتلال منذ زمن، فهو من ادَّعى أن المسجد الأقصى مبني على
هيكلهم المزعوم، ويسعى الآن إلى اقتسام المسجد، وهو العنوان الذي يحمل
تحته الكيان حاليًّا بتقسيم "ما فوق الأرض للمسلمين وما تحته لليهود"، فإذا
وصلوا تحت الأرض يمكنهم أن يهودوه ويهدموه ويعيدوا بناءه مرة ثانية بهندسة
صهيونية، وتهدم هذه القبة التي تزعج اليهود بصفتها معلمًا مهمًّا جدًّا
مزعجًا ومهيجًا لمشاعر اليهود الذين يعتبرونها رمزًا للوجود العربي
والإسلامي بهذه المنطقة. * ألهذه الدرجة يخشى اليهود
قبة المسجد الأقصى؟** فعلاً.. هناك مقبرة
إسلامية اسمها "مأمن الله"، وبعد التحريف أطلقوا عليها "ماملة"، استولوا
على أجزاء كبيرة منها، ويخططون لإنشاء مركز دراسات ومركز تجاري ومتحف
يسمونه "التسامح" بأطوال مرتفعة جدًّا؛ بحيث لا نستطيع رؤية المسجد الأقصى
من هذا البناء. وبالتالي، يعزل المسجد الأقصى وقبة الصخرة عن
البلدة القديمة، ويخفت الرمز في قلوب العرب والمسلمين. وهذه عملية قرصنة أو لصوصية أو سرقة.. سمها ما
شئت، فالكيان استلب الأرض، وأراد أن يمحو آثار الاستلاب بطمس المعالم
والمقدسات. العدو شعر أنه تمكَّن من حيث القوة والاقتصاد،
ولكن العمق التاريخي ينقصه، فأراد أن يبحث عن جذور يقنع بها العالم أنه ليس
طارئًّا على المنطقة، وإنما هو أصيل عبر تزوير التاريخ وطمس هوية المنطقة. العدو بعد هذا الشكل أراد أن ينتقل من الجغرافيا
إلى الديموغرافيا، فاستطاع استجلاب أكثر من600 ألف مستوطن بالضفة، في الوقت
الذي زاد عدد اليهود فيما يسموها "إسرائيل" إلى 6 ملايين مستجلب. تأتي هذه الخطوة، وعين الصهاينة على نسبة الـ43%
التي تمثل الفلسطينيين بالضفة، والتي تحاول الآن أن تخفضها إلى 12% فقط،
بعد أن كانت النسبة 20% في عهد "جولدا مائير". * ماذا تقصد بالنسب 20% و12%
لأعداد الفلسطينيين بالضفة؟** التنظيرات السياسية
تقول إنه إذا وصل عدد سكان الجزء المحتل من البلاد لنسبة 20% من إجمالي عدد
سكان البلد المحتل، لا يمكن أن يخضعوا للاحتلال وهي النسبة التي حددتها
"جولدا مائير" في 1970م، وقالت وقتها إن عدد الفلسطينيين لا يجب أن يكونوا
أكثر من 20%. أما الحكومة الصهيونية الحالية، فتوصلت إلى أن
العدد لا يجب ألا يزيد عن 12%، ولذلك هناك تكثيف للاستيطان وعملية تطهير
عرقي بالضغط على الفلسطينيين لترك منازلهم، ويستخدم هذا الضغط أساليب قذرة
ضد الفلسطينيين، حتى يضطروا إلى النزوح إلى أماكن أخرى. القدس الكبرى* كل هذا من أجل ماذا؟** كل هذا من أجل
المشروع الصهيوني "القدس الكبرى" والمسمى "أورشليم أولاً" الذي يكتمل في
2020م، حسب المخطط الصهيوني باستقطاع 10% من أراضي الضفة، ومد كل
المستوطنات التي يبلغ عددها 93 مستوطنة؛ لتلتحق بمدينة القدس لتعزل شمال
الضفة عن جنوبها، وتبدو القدس بحجمها الضخم الكبير عاصمة ما يسمى "الدولة
العربية" أو "دولة الاحتلال"، فضلاً عن الجدار الصهيوني العازل الذي يسير
بهدف ضم أكبر قدر ممكن من الأراضي لصالح مستوطنات الكيان، وعزل قرى ذات ثقل
فلسطيني خارج حدود القدس الكبير؛ حتى تعلن عاصمة يهودية خالصة من الأعراق
عدا العرق اليهودي. * وكيف ينجح الصهاينة في طرد
الفلسطينيين من أراضيهم؟** وسائل الضغط متعددة
وقديمة، وقبل تأسيس دولة الكيان، حتى أصبح عندنا 7 ملايين فلسطيني خارج
أرضهم "الشتات"، ولكن التكثيف هذه الأيام يأتي ضمن الخطة التي يجب أن
ينتهوا منها قبل 2020م. وأذكر لك منطقة "عرب الجاهلين" الضحلة التي لا
يوجد بها ماء أو غذاء، بل بها مجموعة من الرعاة، تسلموا قبل أيام إنذارات
بإخلائها لتمدد مدينة القدس الكبيرة. * "الهيكل" المزعوم أصبح الحجة
المتكررة للكيان.. كيف ترى الدعوات المتكررة لبنائه؟** هناك مقولة قديمة
للصهيوني "بن جريون"، يقول فيها إنه لا قيمة لفلسطين بغير القدس ولا قيمة
للقدس بغير الهيكل، فالهيكل هو الرمزية التي يتمحور عليها اليهود، ولولا
تلقف اليهود لـ"مارتين لوثر كينج" الذي حدد 3 نقاط أساسية لهم ما كان
لليهود وجود. وخطة هذه الأيام، ما قاله كينج في كتابه "المسيح
ولد يهوديا" أن اليهود هم شعب الله المختار، وأنه يجب بناء الهيكل؛ تمهيدًا
لعودة المسيح، وأن هذه الشعوب لا يصح إيمانها إلا إذا ارتبطت باليهود. ويعتبر هذا الكتاب هو المرجع الأساسي لليهود وهو
المحرك لمخططاتهم الحالية، وأصبح الآن أكثر من 50 مليونًا في أمريكا
والعالم يتبعون التيار الإنجيلي الذي يصدق هذه الفرية، فضلاً عن إيمان أكثر
من 10 رؤساء أمريكيين على الأقل بهذه المعتقدات، بدءًا من "جونسون"
و"نيكسون" و"فورد" و"كيندي" و"كارتر" و"ريجن" و"بوش" الأب والابن
و"كلينتون"، فجميعهم يؤمنون بعودة المسيح بعد بناء الهيكل!. صهيونية عالمية
* هل يُعقل أن تكون كل هذه
المخططات مرتبطة فقط بمجموعات يهودية متطرفة؟!** لا.. الأمر متعلق
بحركة صهيونية عالمية، فعندما أعلن "هيرتزل" العلماني المؤتمر الأول
للصهيونية العالمية في سبعينيات القرن السابع عشر، لم تكن فلسطين هي المخطط
المتآمر عليها؛ بل كان مرشحًا لليهود أوغندا وجنوب إفريقيا والأرجنتين،
ولكن اليهود الأصوليين أصحاب الأموال من عائلة "روتشر" اقترحوا عليه-
لمصلحتهم- أن تكون فلسطين هي موطن اليهود، بزعم أن بها أبناء اليهود!. الحركة لمعت بعد ذلك في 1906م بتأسيس المؤتمر
الصهيوني، وجاءت منها فكرة القومية اليهودية وتكوين وطن يضم اليهود من كل
أنحاء العالم، والتي تحولت إلى حركة قومية استيطانية احتلالية، والتي
استطاعت أن تتغلل في العالم. وبصورة غريبة وعجيبة استطاعت هذه الحركة الصهيونية
أن تتعامل مع النازية والفاشية في وقت واحد، فـ"هتلر" المتهم بحرق اليهود
في ما يدعوه بـ"الهولوكوست"، حرقهم لأنهم هاجروا إلى مدينة "هانجاريا" ولم
يهاجروا إلى فلسطين. أما عن تعاملهم مع الفاشية، فقال لهم "موسيليني"
إنهم إذا أرادوا دولة فعليهم الإتيان بأرض وعلم ولغة، وهو الأمر الذي تكرر
مع "نابليون بونابرت"، حين وجَّه حديثه للعالم كله وهو على أسوار عكا،
وقال: "أعينهم–يقصد اليهود- أن يكون لهم بلد في فلسطين". وأزيد، أن أولى الحملات الصليبية على الشرق، والتي
لا يشير إليها التاريخ كانت بقيادة "نابليون بونابرت"؛ لمساعدة اليهود في
إقامة دولة لليهود في فلسطين. والحركة الصهيونية استطاعت التوغل في العالم كله،
ونجحت في الحصول على تأييدها، وهو ما يحدث الآن، فالولايات المتحدة وأوروبا
مرتهنة أمام الصهاينة، حتى بابا الفاتيكان "بنديكت السادس" لم يستطع أن
يخفي مصالحه مع اليهود، عندما أعلن في زيارته الأخيرة أنه جاء ليصالح
اليهود، حتى إنه تبرَّأ مما تقوله المسيحية بأن اليهود هم من قتلوا عيسى
عليه السلام. الحركة الصهيونية استطاعت التوغل في صانعي الإعلام
في المناطق العربية، حتى أصبحت بعض القنوات والبرامج لا تستطع تجريم
الكيان على أفعاله!. اختراق* تقصد أن العرب أنفسهم
مخترقون من الحركة الصهيونية العالمية؟!** أرد على سؤالك
بسؤال، ماذا يعني وجود 6 ملايين يهودي صهيوني في محيط من ملايين المسلمين
والعرب؟ وماذا يمثل وجود اليهود بالأراضي المحتلة وسط الأمة العربية
الممتدة من المحيط إلى الخليج؟ وهل يُعقل أن اليهود يحمون أنفسهم بدون
مساعدة من أحد؟ من يحفظ الأمن والحدود- للأسف- هي الدول العربية،
ولذلك مباحثات السلام التي سبقت "كامب ديفيد" التي بدأت في 1978م وإعلان
أسوان- الذي أسس لـ"كامب ديفيد"- وكان يضم وثيقتين أساسيتين: تقرير المصير
للفلسطينيين والحكم الذاتي لمدة 5 سنوات، وضمان حدود آمنة للصهاينة!. وهذا كان على الورق فقط، و"بيجن" قال بعدها إنه
يحق لكل يهودي أن يعيش ويسكن في أي شبر من أرضه المشروعة!، وحتى يخرج ويلتف
على إعلان أسوان، قام بتعيين "يوسف برج" المتطرف رئيسًا للوفد المفاوض،
وهو من أعلن بعد ذلك أنه لا تنازل عن السيادة، وأنه ما يتعلق بالحكم الذاتي
فهو يسري على السكان، ولكن لا تسري على الأرض. بعدها خسر "كارتر" معركة الرئاسة، وجاء "ريجن"
لتطغي لغة الحرب على لغة السلام، وأعلن عن موافقته لدعم الكيان والحرص على
دعمه لها، بعدها شهدت المنطقة ضرب المفاعل العراقي واجتياح لبنان وضم
الجولان. مع كل هذا.. أين النظام العربي؟ وأين مصر عندما
وقعت المعاهدة؟ بل كان الكيان يركِّز على إخراج مصر من المعادلة، ونجحت
واستطاعت أن تحيد مصر، وتفرغت لضرب الفلسطينيين وتهويد مقدسات الأمة والحرب
على اللبنانيين. * كيف ساهم وهن الأنظمة
العربية في زيادة وتيرة التهويد؟** الكيان الصهيوني
لديه القدرة على توظيف كافة الأوضاع لصالحه، وكان آخرها قرار ضم الحرم
الإبراهيمي، فبدلاً من أن يحضر "بايدن" و"ميتشل" لتحريك ما ينادون به من
عجلة السلام، وجرهم إلى الحديث عن الحرم الإبراهيمي وضمه، والخروج بهم في
الاتجاه الآخر لتفسد عليهم الجولة. واستمرارًا للوهن والضعف العربي، خرجت وثيقتان
مهمتان في نهاية 2009م لم ينتبه إليهما العرب، وكانتا بمثابة قنبلتين
لتهويد الأقصى، كان أولهما مسودة قرار أصدرته السويد بصفتها رئيسة الاتحاد
الأوروبي بإعلان شرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وعقد لقاءات ثنائية
مع الفلسطينيين في القدس الشرقية، وعدم عقد هذه اللقاءات في القدس الغربية؛
تمهيدًا لإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني!. أما الوثيقة الثانية، فكانت لتقرير قناصل دول
الاتحاد الأوروبي لعرض الانتهاكات الصهيونية في القدس، والتي لم يستطع
العرب استغلالها بأي شيء. ويدلل كلامي أنه بعد اقتحام المسجد الأقصى في 28
فبراير الماضي لم تخرج أي دولة عربية ولو ببيان شجب واستنكار لاقتحام
اليهود المسجد الأقصى، أو يدين ما حدث بالحرم الإبراهيمي. تهديدات
* نعود للمسجد الأقصى.. هل
ينفذ الصهاينة تهديدهم بهدمه في 16 مارس الجاري؟!** للأسف، تصاعد التوتر
يشير بذلك، فالكيان في 3 أكتوبر 2009م اقتحمت مجموعة بسيطة من اليهود
المسجد الأقصى، وحدثت مشادات مع المقدسيين، وفي 27 أكتوبر زاد عدد الصهاينة
المقتحمين لباحات المسجد، وقبل أيام، وتحديدًا في 28 فبراير الماضي اختار
الكيان يوم الجمعة لاقتحام أكثر من 1000 متطرف لباحات الأقصى؛ حيث إنها
أرادت أن تجرب نفسها في الاقتحام في وجود عدد كبير من المصلين داخل المسجد. كل هذه الأحداث "بروفات" صهيونية للوصول إلى الوقت
المناسب الذي ترسمه الصهاينة لهدم المسجد المبارك. * في ظل تزايد اعتداءات اليهود
علي القدس؛ ما الوضع النفسي للمقدسيين في ظل هذا الهوان العربي؟** لا شك أن أهالي عرب
48 يشعرون باليأس من التخاذل العربي معهم، ولكن هذا الشعور لا يزيدهم إلا
قوة، والدليل على ذلك أنه في انتفاضة 2000 لم يخرج المقدسيون فقط، بل خرج
شعب الضفة كله. * أفهم من كلامك أن الانتفاضة
الثالثة هي الحل الوحيد للوقوف في وجه التهويد؟!** نعم، فلا حل لإيقاف
وردع الكيان إلا انتفاضة ومقاومة. خيانة* هل للانقسام الفلسطيني أو
مفاوضات السلام التي تجريها سلطة رام الله تأثير على وتيرة التهويد؟!** بالفعل.. فهل يُعقل
أن يحضر قبل شهرين رئيس وزراء سلطة رام الله سلام فياض في المؤتمر الأخطر
في الكيان الصهيوني "هرتسيليا" الذي يرسم سياسة العدوان والإجرام الصهيوني،
ويبحث بالأخص طرق الأمن الصهيوني. أعتقد أن "فتح" والسلطة الفلسطينية لن تؤدي دورًا
في وقف تهويد القدس، بل يساعدون في ضياع المقدسات عن طريق المباحثات
الناعمة والمفاوضات اللينة، في الوقت الذي يستهزأ الصهاينة منهم لتصرفاتهم. هل يُعقل أن نجد رئيس السلطة الفلسطينية يلتمس من
الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على الكيان وقف الاستيطان ولو ثلاثة شهور
فقط، حتى يخرج على العالم، ويقول إنه استطاع بالمفاوضات أن يقنع الصهاينة
بوقف الاستيطان!!. وأين خطوات الاستجلاب التي يتخذها الكيان في
الخريطة السياسية الفلسطينية؟ ليس في خططهم في الأساس!، ويخرجون علينا
بمصطلح "مفاوضات غير مباشرة".. كيف أترك الآخرين يتحكمون فيّ وفي مستقبلي
وفي تحديد مصيري؟!! * وماذا عن حماس؟!** لا شك أن حماس تمر
بأزمة بعد الحرب الصهيونية الأخيرة على القطاع، وفي ظل الحصار المفروض
عليها، فغزة أصبحت سجنًا كبيرًا، ليس له منفذ إلا ناحية السماء، فحتى
الأنفاق التي كانت توصل بعض السلع الغذائية الضرورية يتم ضربها وردمها!. وحماس لا يمكنها أن تتخلى عن الثوابت الفلسطينية،
وهذا حقها، فالمباحثات مع الكيان لا بد أن تتم بصفته احتلالاً، وليس صاحب
أرض، والكيان لا يقبل هذا. حماس أيضًا ليس في قاموسها سلام دائم، قد تقبل
بهدنة؛ ولكن في النهاية ترى أنه على المحتل أن يخرج من بلادهم حتى وإن طالت
مدته، وتؤمن حماس بأن المقاومة هي السبيل الوحيد للتحرير وتقرير المصير. هذه الثوابت التي يراها العرب على أنها خيالية،
ويراها الكيان وأمريكا على إنها إرهاب؛ هي في الأساس الطريق السليم والواضح
لتحرير الأقصى. وهن* على المستوى الشعبي لم نجد
إلا مظاهرات في الجامعات المصرية وأخرى بالأردن؛ ما سبب هذا التفاعل الضعيف
مع ما يجري بالأقصى؟!** لا شك أن الأنظمة
والحكومات العربية تقمع الشعوب عن الصدع برأيها في الأمور المتعلقة
ببلادهم؛ فهل ستسمح لهم بالتظاهر من أجل بلاد غيرهم!. كما إن الإعلام العربي لم يعد قادرًا على التعبئة
والحشد لنصر القضية، وهو ما يسبب ضمور التضامن الشعبي. فالمواطن العادي ملهي إما في لهو بالغ وبذخ، وإما
في ندرة وفقر، وللأسف نجحت الحكومات والأنظمة العربية في إلهاء شعوبها
بالكرة والسينما والمسارح، وأنسوهم قضاياهم المهمة المصيرية، ففقد الشعب
ثقافة الوعي والتربية والثقافة. تطبيع
* وما رأيكم في إعلان اتحاد
الكرة المصري عن مباراة ودية للتضامن مع شعب فلسطين في مدينة القدس؟** هذه المباراة تطبيع
رياضي مع الكيان، وأرى أنه يجب على أفراد المنتخب أن يمتنعوا عن هذه
المباراة، وأن يتقدموا باعتذار جماعي بعدم الذهاب إلى الأراضي المحتلة
بتأشيرات صهيونية. فالمباراة تمثل تطبيعًا رياضيًّا وسياسيًّا مع
الكيان في ثوب احتفاء بمنتخب فلسطين، وهي حجة واهية لا أساس لها. * هل يعني هذا أنه يمكن تناسي
قضية الأقصى في خضم الأحداث التي يمر بها لبنان والعراق والسودان
والصومال؟!** القضية الفلسطينية
بالدرجة الأولى هي قضية تحرر وطني فلسطيني، ولكن البعد العربي لها مهم
باعتبارها دولة عربية، والبعد الإسلامي لها واجب؛ كونها بلدةً إسلاميةً،
تضم أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ولا شك أن بروز قضايا أخرى في المنطقة تأخذ من
الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، خاصةً إذا كانت هذه القضايا جماهيرية،
ولكن تظل القضية الفلسطينية هي الأولى في الوجدان العربي. وعلى الرغم من انخفاض مستوى التحرك، إلا أن للقضية
الفلسطينية "كاريزما" خاصة، تجبر الأمة على التحرك معها عن باقي القضايا
الأخرى. هدم* هل من الممكن أن نستيقظ خلال
الأيام القليلة الماضية على خبر هدم المسجد الأقصى؟!** المسجد الأقصى أرض
ومكان، قبل أن يكون بناءً يمكن ترميمه أو إعادة بنائه أو هدمه وتشيديه مرة
أخرى دون مشكلة. ولكن المشكلة هي الأخبار التي نسمعها كل يوم،
ونراها جليةً في الأخبار عبر الفضائيات حول الاعتداء على المكان نفسه،
فالشهداء الذين ارتقوا في مذبحة غزة الأخيرة، أو الشهداء الذين يتساقطون
يوميًّا على يد الصهاينة بالضفة؛ أهم من هدم المسجد الأقصى نفسه. * ماذا تتوقعون أن يحدث
شعبيًّا ورسميًّا في حال تعرَّض الأقصى للهدم- لا قدر الله-؟!** كل نظام وكل دولة
سيكون لها أجندتها، فقد نجد نظامًا يسمح بمظاهرات شعبية أو رسمية لإيصال
رسائل معينة، وقد نجد أنظمة أخرى وما أكثرها ستستخدم يد البطش والتنكيل
بمَن يتظاهر. السلطة سبب * ما يحدث في الأقصى ألا يدعو
الأمة لقمة عاجلة على غرار التي عُقدت بعد حرب غزة؟!** بالتأكيد نريد هذه
القمة، والتي سيكون لها مردود إذا أحسَّ العرب أنهم لا بد لهم أن يتخذوا
موقفًا حاسمًا لنصرة الأقصى، ولكني أتوقع ألا يكون لقمة ليبيا نهاية الشهر
الجاري المردود القوى، خاصةً أن القدس والأقصى طبق مستبعد من مائدة الأنظمة
العربية والإسلامية. وأضيف: هذا الطبق مستبعد من مائدة السلطة
الفلسطينية قبل الأنظمة العربية. * يتم جمع الملايين من يهود
العالم لتنفيذ مخطط التهويد، أليس من الأوْلى أن تجمع الأموال العربية
والمسلمة لوقفة؟!** نعم.. نحن بحاجة إلى
تنفيذ دعوة الدكتور يوسف القرضاوي بأن يدفع كل مسلم البالغ عددهم مليار
ونصف المليار دولار واحد لنصرة القدس ووقف التهويد، ولكن القضية ليس في
الدفع، فأموال العرب كثيرة، ولكنهم ليس لديهم إرادة، ولا قدرة على صرفها
بالطريقة التي يريدونها!. القدس بالنسبة لليهود رمز البقاء؛ فهل تمثل للعرب
نفسي الأهمية أم أن العرب والمسلمين تخلوا عنها.. هذه هي القضية الأهم من
جمع التبرعات رغم أهميتها. * "اليونسكو" لم يحرك ساكنًا
تجاه ما يحدث، وانسحبت أمريكا من بيان الأمم المتحدة، هل ترى تواطؤًا
دوليًّا ضد القدس؟** اليهود مدعومون من
المجتمع الدولي بعد توغلهم في كافة المؤسسات، بل إن بيان اليونسكو الهزيل
لم يدين الكيان، وهذا ليس أمرًا مستغربًا على التخاذل الدولي مع الكيان. واجب* ما المطلوب من الشعوب
العربية والإسلامية اليوم لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس؟** مطلوب تحرك عاجل
وسريع لنصرة الأقصى، وفتح باب التبرعات والجهاد، والأهم من ذلك هو الكف عن
حماية حدود الكيان الصهيوني ودعم المقاومة، وأعتقد أنه آن الأوان علينا
كعرب أن نفهم لعبة الصراع، وأن نتحرك لنصرة مقدساتنا، ويجب أن نعلم جيدًا
أن التحرك مع الدول الأوروبية قد يجدي نوعًا ما أكثر من أمريكا؛ لأنها أقل
تحيزًا نحو الكيان. 1 - أضيف بواسطة : ام مريم ، مصر في
11/03/2010
اللهم اجبر تقصيرنا. حقا اكثر ما يخيفني هو ما هى حجتنا امام
الله عندما يسالنا عما فعلناه دفاعا و حفاظا علي بيت من اهم بيوته؟
2 - أضيف بواسطة : خالد مكادى ، مصر في
11/03/2010
اللهم انصر اخوان فى فلسطين
3 - أضيف بواسطة : د\ عبدالناصر ،
الشرقية في 10/03/2010
جزاكم الله خيرا ويعلم الله كم تتوق أنفسنا للجهاد
وان نلقن الأعداء الدرس القاسي ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل
4 - أضيف بواسطة : ابو رنا ، السعودية
في 10/03/2010
نرجو ايصال هذه المعلومات الى عامة المجتمع عن طريق حملة تحت
اشراف موقع اخوان اون لاين وموسئسة القدس
5 - أضيف بواسطة : حمدى المرسي ،
القاهرة في 10/03/2010
اخى اسلام
شكر الله لك وكنت اتمنى ان تعتنى اكثر بالحوار من حيث الترابط كما اعن هناك
جملة من الاخطاء وردت مثل وثيقة السويد فهى فى صالح الفلسطسنيين والعرب
والمسلمين اذ انه تود ايقاف اللقاء بالاسرائيليين فى غربى القدس بينما
نكاية فى يهود تفتح اللقاء مع الفلسطينيين فى القطاع الشرقى من القدس
لتكريس مفهوم احقية الفلسطينيين بعاصمة لهم
كذلك كلام مائير بن دوف ويسرائيل فنكلشتاين اعلنا ان الاثار الت عثرا عليها
تعود للعهد اليبوسى الكنعانى وهم من العرب
كذلك انا ذكرت مارتن لوثر مؤسس المذهب الانجيلى ولم اقل مارتن لوثر كينج
فهما شخصيتان مختلفتان
اما نسبة السكان الفلسطينين فهى 34 فى المائة وليس 43
6 - أضيف بواسطة : منتديات الجليل
الاسلاميه galele.com/vb ، فلسطين في 10/03/2010
جزاك الله كل خير
اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين
7 - أضيف بواسطة : اميرة ام الابطال ،
مصر في 10/03/2010
اعتقد ان كل انسان مسلم غيور بعد ان يقرا المقال علية ان يتحرك
بكل مااوتى من قوة وبتخطيط سليم ايضا اولاّ(نشر هده الثقافة بين المحيطين)
ثانيا(ان نتدكر دوما مقولة ابن تيمية _رحمه الله_(من ادنب
فى وقت الحرب فكانما اهدى للعدوسرية) ثالثا(ان نقاطع منتجات
العدووالتاكد من انهاسلاح اقتصادى فعال لكن حت نقاطع علينا ان نعلم ماهى
منتجاتهم!ادخل على موقع
www.kat3.net ) رابعا(وهواول الاسلحة
واعتاهاعلى الاطلاق الدعاء وصلاة القيام يوميا بان يحمى الله الاقصى من دنس
اليهود وان يغير حال المسلمين الى احسن حال اللهم امين)
8 - أضيف بواسطة : د/لؤلؤة ، مصر في
09/03/2010
الحقيقة انا اري انه لابد من عمل ينجيني امام الله عزوجل لنصرة
الاقصي لكني اشعر بالتقييدلكن المهم هو ان الناس تشعر فعلا بخطر الامر وعظم
المسئولية الملقاة علي هذا الجيل
9 - أضيف بواسطة : حسن صالح ، المنصورة
في 09/03/2010
السلام عليكم
===========
شكرا على هذا المقال الرائع
المهم ان يعى المسلمين ان هذه المقدسات ليست ملكا
للفلسطينين وحدهم.....بل ملك لكل قلب ينبض بالاسلام
جزاك الله خيرا