الســــــــــــــــــــــلام عليكـــــــــــــــــــــــم
ابني يرفض الذهاب إلى الحضانة[05/02/2010][14:52 مكة المكرمة][url=https://shrook2020.yoo7.com/javascript:void fnSave('ابني يرفض الذهاب إلى الحضانة')]
[/url]
أم أحمد- مصر:
ابني عمره ثلاث سنوات ونصف، عصبيٌّ جدًّا في المنزل، ويرفض بشدة الذهاب إلى الحضانة، ولا يريد إلا الخروج والفسح والنادي، وبدأت أضربه ليذهب إلى الحضانة، لكن بلا فائدة، تعبت كثيرًا ولكن بلا فائدة، وأنا أريد أن أرى ابني إنسانًا نافعًا ومتفوقًا، فماذا أفعل معه؟ جزاكم الله خيرًا.
* يجيب عنها: محمد سعيد مرسي- الاستشاري التربوي في (إخوان أون لاين):
الأخت الفاضلة: أم أحمد..
قبل الإجابة عن تساؤلاتك أرجو أولاً ألا تقلقي بشأن موضوع رفض ابنك الذهاب إلى الروضة؛ لأن أمامه ما يقارب ثلاث سنوات قبل دخول المدرسة، وهي ما سوف تحمل بعض التغيُّرات التي قد تساعد في ذهابه إلى الروضة، ولو افترضنا في أسوأ الأحوال أنه لم يذهب إلى الروضة ودخل المدرسة مباشرةً فلا مشكلة في هذا على الإطلاق، وما عليك إلا تعليمه المبادئ الأولية للقراءة والكتابة قبل دخوله المدرسة إن استطعت.
أما عن تساؤلاتك فهناك مجموعة من الحقائق يجب توضيحها:
أولاً: الطفل في عمر 3 سنوات ونصف غير اجتماعي، وهو ما تقتضيه طبيعة مرحلته السنية، والمعروف أن سن الثالثة هو سن الخوف من الغرباء وسن النزعة الفردية.
ثانيًا: ابنك لم يولد عصبيًّا جدًّا، كما هو الحال الآن فإن كان كذلك كما تقولين فيجب أن تبحثي عن سبب تلك العصبية؛ ليتمَّ تلافيه على الفور كأن يكون الأب أو الأم أو كلاهما عصبيًّا متقلِّبَ المزاج، أو أن يرى الطفل أمامه خلافات أبويه المستمرة أو يكون التعامل معه عنيفًا، ومحوره الصراخ والضرب والانفعال الحادّ، أو أن طفلاً جديدًا قد وُلد وأخذ اهتمام الأسرة.
ثالثًا: من الطبيعي أن يحب الطفل في هذه السنِّ المراجيح والفسح لأنه يستمتع بها ولا يرى فيها تكاليف وأعباء، كما أنه لا يعرف أهمية الروضة بالنسبة له وما سيعود عليه من فائدة ومتعة خلالها، وهو مما يشعر به في الفسح، وقد كنا ونحن صغار مثله تمامًا ونحب ما يحبه هو الآن، فاسمحي له باللعب؛ فهو من أهم وسائل نمو العقل في هذه المرحلة.
رابعًا: لا أعتقد أن مشرفة الروضة التي رآها طفلك كانت من الحنان والتبسم والمرونة بحيث يرتاح الطفل إليها، وهذا مما يجب عليك أن تراعيه في مشرفات الروضة التي يذهب إليها ابنك؛ فالروضة الجيدة تحسن استقبال الأطفال وتحسن جذبهم إليها باللعب والابتسامة، لا سيما في الساعات الأولى للطفل في الروضة، ولا أظن أن الروضة قد اهتمَّت بابنك أساسًا؛ حيث هو الآن في المرحلة التمهيدية أما في مرحلة 1 Kg و2 Kg فقد يكون له بعض الاهتمام.
خامسًا: ابنك يربط ألم الضرب الذي يقع عليه منك بالذهاب إلى الروضة مما يُحدث عنده رابطًا سلبيًّا تجاهها، فيزداد عنادًا وبغضًا لها.
وفي الختام..
أنصحك أن تتحدثي مع ابنك وأنت تلعبين معه برفق وحب عن الروضة الجميلة التي سيذهب إليها ويلعب فيها، مثل كل الأولاد الحلوين، ومثل فلان ابن عمه وفلانة ابنة خالته.
كما أنصحك ألا تتوقعي عدم تفوق ابنك؛ فهو بإذن الله سيكون نافعًا وأفضل مما تريدين فقط ببعض الصبر، فما زال أمامك وقتٌ طويلٌ لكي تخافي ألا يكون إنسانًا نافعًا ومتفوقًا.